ولي الأمر هو الشريك الأساسي للمؤسسات التربوية التي تعد النشء ليكون متقبلا للتطورات المستقبلية متواصلا مع التغييرات لهذا العصر المتسارع ، و من هذا المنطلق فله دور مهم و واضح من خلال التواصل مع المدرسة و التعرف على مستواه و قدراته و توجهاته و قد يسأل السائل : هل ولي الأمر على مستوى من الوعي في أن يستطيع اكتشاف قدرات ابنه و ميوله و استعداداته نحو المدرسة والمجتمع ؟
الإجابة نعم ، فالأسرة هي المدرسة الأولى للطفل فبعد مولده يكتسب الكثير من الثقافة و المهارات و المعارف و الاتجاهات من الوالدين و الأخوة في المنزل ثم يبدأ الجانب الآخر في المحيط الخارجي للمنزل مع الأقران و بعد ذلك المدرسة،
و على ولي الأمر أن يعي جيدا أن تربية الطفل في السنوات الأولى من العمر هي المحك الحقيقي و البارز في حياة الطفل و بها ( أي الأسرة )، ويلعب الآباء دور هام في تعزيز الممارسات السلمية بين أبنائهم، وتعميق الحوار والنقاش فيما بينهم، وهناك نموذج عن الممارسات التي يمكن أن يقدمها أولياء الأمور لتخفيف سلوك العنف وتحفيز لأبنائهم، عبر تعليم الأبناء المهارات الاجتماعية ومنها مهارات تأكيد الذات، والعمل على تنميه شعور الطفل بالسعادة فالرجل السعيد لابد أن يكون طفله سعيداً،
والابتعاد عن استخدام العقاب البدني، واستخدام أساليب التعزيز والمكافأة، والتركيز على جوانب القوه في شخصيه الطفل.، وعدم المقارنة فيما بين الأخوة فلكل طفل استعداداته وقدراته التي تميزه عن غيره، التركيز على أن التصرفات العدوانية غير مقبولة، وإشباع الحاجات النفسية والمادية بقدر المستطاع لدى الأطفال، و البعد عن تشجيع الأطفال على استخدام أسلوب العنف كوسيلة في حل النزاعات كأن تقول لابنك ( تعالى ضارب وما تجيش مضروب )، والمساواة بين الأبناء في التنشئة والمعاملة، والبعد عن إشعار الطفل بالنقص سواء فيما يتعلق في الجانب التحصيلي أو الجسدي،
و البعد عن حل النزاعات الأسرية بين الزوج والزوجة بوجود الأبناء، وإبعاد الأطفال عن مشاهدة نماذج العنف سواء في الحياة الواقعية أو على شاشات التلفزيون وبرامج الأطفال، والبعد عن استحسان سلوك العنف أمام الأبناء، واشتراك الأبوين في ممارسة الأنشطة الحركية والهوايات وتشجيعهم عليها، ومساعده الطفل على تطوير الإحساس بالتعاطف مع الآخرين،
وتعليم الطفل احترام حقوق الآخرين بالتصرف في ممتلكاتهم فغالباً ما تكون المشاجرات بين الأطفال حول حقوق الملكية، ومساعده الطفل على بناء مفهوم إيجابي نحو الذات ونحو الآخرين، ومراقبة الأبناء والسؤال عنهم وعن أصدقائهم خصوصاً جماعة الرفاق التي ينتمون إليها وتوجيههم إلى مجتمع الأقران الصالح، وأخيراً البعد عن أساليب التنشئة السياسية أحادية القطب والتحزب الأعمى وإنكار الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق